يجلس المواطن المصري كل يوم أمام كمية هائلة من القنوات الفضائية التي تستهلك الساعات في عرض الأزمات وتحليلها وانتقاد المسؤلين عن هذه الازمات دون تقديم حل واضح وسريع يساعد في التغلب علي تلك الازمات،يمسك المواطن البسيط الريموت الالكتروني راغبا في أن يسمع ما هو جديد يعطيه أملا في أن الحياة علي هذه الأرض ما زالت ممكنة،فإذا به يري فلان الفلاني علي احدي القنوات وهو يهاجم حصار مؤسسة ما في الدولة واصفا اياه بأنه عمل اجرامي يضرب بالقانون عرض الحائط وعلي الدولة أن تتخذ موقفا حاسما حتي لا يتكرر هذا الموقف،فيرد عليه فلان الفلاني بأنه مؤيد لذلك الحصار الذي يهدف الي القضاء علي الفساد وبقايا النظام السابق وهذه هي المعركة الاخيرة مع أعداء الحق،فيشتدد الحوار بين الحضور فيتدخل المحاور محاولا تهدئة الموقف فتنتهي المناقشة بااتهام بعضهم البعض باالعمالة والخيانة والمساهمة في انهيار اركان الدولة و.......الخ،فيضطر المواطن الي التحويل عن هذه القناة أملا أن يعرف الحقيقة من قناة أخري فإذا به يسمع نفس الشخص الذي كان يهاجم منذ قليل ولكن هذه المرة في مداخلة تليفونية فيرد عليه نفس الشخص الذي كان يؤيد علي القناة ذاتها ونظل هكذا في حلقة مغلقة.
فهناك من يعارض وبشدة متهما من يؤيد بالعمالة وعدم الفهم الصحيح للقانون،وهناك من يؤيد وبشدة متهما من يعارض بالعمالة وعدم الفهم الصحيح للقانون،وبين هذا وذاك يبقي المواطن البسيط متخبطا لا يعرف أين الحقيقة،فهو لا يهتم كثيرا بما يقوله المعارض فكل ما يهمه أن يجد ما يكفيه كي يعيش يومه مستورا،وكذلك لا يهتم بما يقوله المؤيد فكل ما يهمه أن تتحقق رغبته في الحياة وهي أن يعيش فقط،ومع كل الاعباء التي يتحملها المواطن المصري زاد علي عاتقه أيضا التخبط وعدم الفهم لبواطن الامور. نداء الي المسؤلين،ما عدنا قادرين علي مزيدا من التخبط والتوهان السياسي الذي نعيش فيه،ما عدنا قادرين علي أن نغض الطرف عن كل هذه السيولة في المعلومات غير الصحيحة التي نتعرض لها كل يوم،ما عدنا قادرين علي الهروب من واقع سئيم غير أننا نحاول العيش في احلاما وردية أملا في ان تتحسن الاوضاع قريبا. ويبقي السؤال هل سيرد علينا أحدا من المسؤلين كي ينتشلنا من تخبطا بات واضحا للجميع؟؟؟!!! أم التمرد بحثا عن بديل أخر بات هو الحل الوحيد؟؟؟!!!
بقلمي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق