تعديل

LightBlog

اخر الاخبار

LightBlog

الأربعاء، 25 يوليو 2012

الشاطئ طويل

جلست في الصباح الباكر أمام شاطئ البحر الذي بدا وكأنه ثائر غاضب وبجانبي كتابي الذي وضعته علي المنضدة وكان بجواره فنجان قهوتي التي أعتدت أن أشربها كل يوم،ثم مسكت الكتاب وصوت البحر يداعب أذني وقد سمعت بين طياته صوت حبيبي الذي أبي أن يقهره صوت الظلم وشعرت بأنه موجود حينما أمسكت بهذا الكتاب الذي أهداني إياه يوما ولن أنس العبارة التي جعلتني أقف عندها
احتفظي به لعله يظل ذكري تعينكي علي فراقنا)
حينها غضبت من كلماته التي جعلتني أبكي،تري هل سيأتي اليوم الذي يتركني فيه ويرحل سريعا هكذا وأنا التي لم تشبع من حبه بعد؟؟!!
شربت رشفة من فنجاني وفتحت الكتاب فوجدت إهداء لي في الصفحة الأولي:
إلي حبيبتي التي أحببت فيها البراءة والصدق،إلي من أثرتني بوجهها الصافي الجميل الذي لم أحب غيره قط،إلي من أتمني أن تكون شريكتي في يوما ما،أهديكي هذا الكتاب علكي تريني فيه حينما تشتاقين إلي رؤيتي فحياتي ليست ملكي فسامحيني.
ولطالما عجبت من هذا الكتاب الذي لا يحمل عنوانا يعبر عما فيه ولطالما سألته لماذا لا يحمل هذا الكتاب عنوانا،فكثيرا ما كان يجيب أنني أنا من عليها أن تضع العنوان وأن تضع السطور والألوان والأحلام.
وانتبهت فجأة علي صوت الأمواج الثائرة وأشعة الشمس التي تلون مياه البحر بنورها البرتقالي فنظرت إلي حيث تسير مركب صغير يقودها رجل عجوز وعلي وجهه إبتسامة رضا ولست اعرف لما هذه الإبتسامة،في حين أن أمواج البحر الثائرة تعيق سير مركبه وتعطله عن أداء عمله الذي هو مصدر رزقه ولكنه رغم كل ذلك مبتسم وينظر لنور الشمس الساطع ويتأمل البحر الثائر وكأنه يقول له ستهدأ ثورتك وستعم علينا بالخيرات ولست خائفا لان الله معي،ثم راءيته خارجا بمركبته التي ظهر عليها الصدأ والتهالك بفعل موج البحر الثائر ولم يكن بها أية أسماك ثم نظر لي نظرة أمل وثقة ثم انصرف،فناديت عليه أنتظر إلي أين؟؟؟ فرد "مكمل طريقي
وإذا به ينصرف،فجلست حائرة من أمر هذا العجوز الذي ترك مركبه المتهالك وذهب يكمل طريقه ولكن من سيعوله بعد ما ترك عمله وتهالكت مركبته؟؟!!
انتبهت أني قد خرجت عما كنت أقوم به فهذا الكتاب لم أقراءه بعد فإذا بي أقلب في صفحات الكتاب فلم أجد الا فراغا،فاندهشت وقولت في نفسي:ما هذا العبث؟!!
أكان يمزح معي؟ فما هي إذا تلك الذكري التي يريد مني أن أتذكره بها وأنا اقراء صفحات فارغة؟
فلاحظت وسط غضبي جملة قد كتبت بعد صفحة الإهداء وهي
(صوت الحق خرج من رحم الصمت فاعتني به حتي يكبر واكتبي بخط قلمك فجر العهد الجديد..بس وانتي بتكتبي اوعي تنسي القلب اللي من حديد..وقف وصرح ان الحرية اتولدت..وانتهي عصر العبيد
ثم سقطت مني دمعة حزن جعلت قلبي يتمزق علي فراق أغلي الناس
فارقت دنيتي ياحبيب العمر ولكنك في القلب باقي،بين طيات الحلم باقي،بين هواء الحرية باقي 

ثم انتبهت الي صوت حارس الشواطئ وهو يقول لي:موج البحر ثائر هذه منطقة خطر فارحلي من هنا،فأخذت كتابي وقلمي حتي أسطر العهد الجديد بين صفحات الكتاب وبدءت أمشي بطول الشاطئ
فإذا بالرجل يصيح إلي أين؟؟؟؟؟ فإذا بي أقول
مكملة طريقي
بقلمي
بسبوسه..البرنسيسه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox