تسبح في فضاء أحلامي،تؤنس وحدتي التي باتت تلاحقني في يقظتي. قديما اتهمتني وأفراد العائلة بالعزوف عن القراءة وحب المعرفة_ رغم أنها أمية لا تعرف القراءة والكتابة_ ليتك معي اليوم كي تجدي كتبي في كل مكان.. لقد ملئت القراءة وحب الكتب فراغ عالمي الصغير.
... ... ...
أوصتني كثيرا بأن أتذكرها كل يوم خميس وأن أدعو لها بالرحمة وأقرأ لها الفاتحة؛لم أكن كبيرة حينها لدرجة أني أفهم ما تعنيه وأشعر بأهميته وصدقه..
كنت أضحك ظنا مني أن هذه الكلمات التي تخرج من فمها ما هي إلا مجرد كلمات عابرة ليس لها قيمة..ولكني فهمتها الأن جيدا..
نعم أتذكرك؛ ولكن تذكري هذا لم ولن يكن مشروطا بهذا الخميس الذي أوصيته به..أمارس تذكرك كل وقت حتي أصبحتي دورا رئيسا في سلسلة أحلامي.
.... ... ...
أين أنتي الأن؟ كي أشكو إليك وحدتي التي استوطنت ضلوعي،وحدتي التي سكنت مدينتي.
أعترف أني تخليت عن سماع حكايات "أبلة فضيلة"،تتذكرينها!!! ( علشان نسمع أبلة فضيلة راح تحكيلنا حكاية جميلة ........إلخ)، كنا نسمعها في تمام العاشرة صباحا في الراديو،تتذكرين "الشاي بلبن"!!!!! وسندوتشات الجبنة، والكيكة والكعك .....!!!!!!!!!!!.
... ... ...
أشكو إليك من أوصيتيهم بنا،من تركيتهم سندا وعونا لنا،أشكو إليك قسوتهم وسواد قلوبهم.
كنت كبيرة،وأنا صغيرة..والأن رحلتي أنت وكبرت أنا؛وياليتني لم أكبر.
تعرفي؟! لم يعد منزلك كما كان يعج بالأحذية الملقاه أمام الباب،وأصوات الأطفال التي تلعب حولك، لقد صار البيت مهجورا كألاة موسيقية حزنت علي فراق صاحبها فأبت أن يستخدمها غيره..فضعفت أوتارها..فتلفت.
... ... ...
تغير كل شئ بعد رحيلك؛مات كل شيئا من حولنا.. أعرف أن كل الأشياء القديمة التي اعتادنا عليها تنبض بروح ورائحة مميزتان؛ولكن برحيلك رحل كل شيئا جميلا..
برحيلك ياجدتي أصبحت السنوات كلها خريفا..
ما عاد للربيع معنا وما عاد للعيد روحا.
... ... ...
أصبحت مسخا لا يعي شيئا من حوله،كل الذي أعرفه أنك..
رحلتي وكبرت أنا،وياليتني لم أكبر.
BaSaNt KaMaL
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق